زبان قرآن

رَبِّ اغْفِرْ لی‏ وَ لِوالِدَیَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَیْتِیَ مُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنینَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ لا تَزِدِ الظَّالِمینَ إِلاَّ تَباراً... 28.نوح

زبان قرآن

رَبِّ اغْفِرْ لی‏ وَ لِوالِدَیَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَیْتِیَ مُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنینَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ لا تَزِدِ الظَّالِمینَ إِلاَّ تَباراً... 28.نوح

Welcome ****** خوش آمدید ****** مرحبا بکم @Amadeh_4670
زبان قرآن

به برگ لاله رنگ‌آمیزی عشق
بـه جان ما بـــلا‌انگیزی عشق
اگر این خاکـــدان را وا شکافی
درونش بنگری خونریزی عشق
اقبال لاهوری
رموزُ العشقِ فِی وَرَقِ الشَقَائِــقِ
وَ غمُّ العِشقِ فِی رُوحِ الخَلاَئِــقِ
وَ إِن تَصدَع طِبَاقَ الأَرضِ تَبصِر
نَصیبَ العشقِ مِن دَمِ کلِّ عَاشِقِ»
عزّام
___________
مدیریت وبلاگ: علی رضا آماده
ارتباط با ما: amadeh70@gmail.com

 

" الطفل الفیلسوف هو مستقبل البشریة حیث تنقله الفلسفة من الطفل الموضوع إلى الطفل الذات وتجعله یفکر قبل أن یفعل"

 

لئن کانت الفلسفة حکرا على الراشد والرجل والسوی والمتحضر وفق الوصفة الإغریقیة للتفلسف، فإن عصر الأنوار قلب الموازین وجعل رسالة الفیلسوف تصل إلى الغریب والمرأة وغیر السوی وتتیح للإنسان فی بعده الکونی أن یتعلم التفکیر الفلسفی ویتأمل فی الوجود ویغوص فی ذاته ویتدبر به حیاته.

بعد ذلک تمخض عن ثورة مابعد الحداثة الکثیر من الممارسات الجدیدة للتفلسف تنبهت إلى الفیلسوف الصغیر وأهمیة تدریس الفلسفة للأطفال وبینت أن الطفل الفلسفی أکثر ذکاء من الشاب وأکثر جرأة على إثارة الإشکالیات وطرح الأسئلة الشائکة من الکهل وأکثر حکمة وتدبیرا وبراءة أصلیة من الشیخ الحکیم.

فإلى مدى تصح مثل هذا الادعاءات؟ وهل یجوز رفع الوصایة على الطفولة والقول بالأهلیة الفلسفیة لها؟ وماذا یمکن أن یفید تعلیم الفلسفة للأطفال طالما أنها تلاقی العدید من الصعوبات عندما یتم تعلیمها للکبار؟ کیف تساهم الفلسفة فی تعلیم الإنسان الصغیر؟ وماهی المهارات التی تساعد الطفل على الحصول علیها؟ وماهی الراهنیة المرجوة من ذلک؟ وهل توجد مخاطر من هذا التدریب على التفلسف فی سن مبکرة؟ وکیف یمکن مواجهتها؟ ألا تساعد الفلسفة على نبض روح التعصب وتنسیب الموقف المعرفی من العالم؟

من المعلوم أن الطفل یولد صفحة بیضاء على حد قول جون لوک ومثلما یسهل تعلیمه عدة لغات فی سنواته الأولى یمکن تعلیمه أصول التفکیر المنطقی وإرشاده إلى المناهج المعرفیة والقضایا العلمیة العامة والانتقال بعالم الطفولة من مجرد عالم منظور من طرف الآخر إلى ذات ناظرة فی الکون ومتسائلة عنه.

إذا کان سقراط قد دعا إلى ضرورة الاعتناء بالمولود الجدید ووضعه على محک التجربة وتدریبه على السلوک وإذا کان دیکارت قد جعل الشک المنجی مواجهة شاملة مع الطفولة وصرح بأن مأساة الإنسان أنه ولد طفلا فإن نیتشه نظر إلى الطفل اللاعب على أنه المعبر عن الفکر الحر والقادر على خلق العالم وقیمه.

المهارة الأولى التی یکتسبها الطفل من تعلمه للتفلسف هو امتلاک اللغة الفلسفیة واشتغاله على المعانی والمفاهیم وتمکنه من التفریق بین اللغة العادیة والکلام المتداول واللغة المعرفیة والعلمیة التی یجدها فی النصوص ویکتب بها فی الأوراق ویبدأ فی التعامل معها بنوع من الهیبة والاحترام والتقدیر والتبجیل وإنتاج خطاب خاص به من خلال الکلمات التی ینتقیها وفق میولاته وذوقه ویسمی بها الظواهر الموجودة.

المهارة الثانیة التی یمتلکها الطفل الفیلسوف هی التمکن من التفکیک والهدم والإلغاء للأشیاء الموضوعة أمامه وبعد ذلک الانتقال إلى مرحلة البناء والتشیید والترکیب والتألیف والتأسیس لأشیاء جدیدة وعوالم مغایرة وتشکیل عالم خیالی یسمح له برؤیة التجارب التی یجریها کل یوم بصورة واضحة ومنظمة ویعمل على تمثل الکون وفق مرآته الخاصة وضمن العلاقات التی یسطرها مع نفسه والآخرین والعالم الخارجی.

المهارة الثالثة التی یشرع فی الحصول علیها هی تدشینه لرحلة البحث عن الحقیقة من خلال شحذ ملکة الفهم لدیه وتفعلیه لمسلکیة إنتاج المعنى دون الاکتفاء بالتلقی السلبی والاستقبلال الانفعالی والتأثر بالأجوبة المتراکمة حوله وتمسکه بطزاجة الأسئلة التی یوقعها بنفسه والإشکالیات التی یحرص على طرحها لوحده.

المهارة الرابعة التی ینخرط فیها دون أن یشرع ویبدأ فی مراکمتها تتمثل فی امتلاکه لأدوات بدئیة للتحرر من الموجود والقطع مع السائد والاستقلالیة عن الاکراهات والارتحال نحو المنشود والهجرة إلى المجهول والمغامرة بالذهاب من المعتاد والمألوف إلى الغامض والملغز والإقدام على السفر والتجول فی الطبیعة.

المهارة الخامسة هی اقتداره على استخدام أدوات التفکیر الفلسفی بعد تمرسه على التعبیر واستثمراه لأحوال الدهشة والتعجب والاستفهام والاستغراب والشک والحیرة الوجودیة التی یمر بها لحظة صعوبة الإدراک واکتشافه الوقوع فی الأخطاء وحرصه على تفادی تجارب التیه وتجنب تکرار هذه السخافات.

لکن کیف تصبح الفلسفة التی یتعلمها الأطفال فن بناء القدرة على التصور والاستنباط والتحلیل والنقد؟

لا خوف على إدخال الفلسفة إلى المدرسة بعد الاستقرار الذی حصل لها فی المعهد والجامعات والکلیات ولا یمکن الانزعاج من تعلیم الأطفال المبادئ الأولى للأنساق الفلسفیة والسماح لهم باستعمال عقلوهم فی التفکیر والاستطلاع والمقارنة والتمییز والتحدید ومساعدتهم على ممارسة التجربة التفسیریة للأحداث.

تمنح الفلسفة الطفل لکی یعیش فی مغامرة الفکر ویتخلی عن تلقی المعلومات ومعرفة الأشیاء بثقة تامة وامتلاکها على وجه الیقین ویعول على إدخال الفلسفة إلى المدرسة لکی یطلع على المعارف المتراکمة والمعلومات الحیویة التی یقدر على تقاسمها مع غیره والاستفادة منها فی حیاته الیومیة وتغییرها للأفضل.

لم یعد مدرس الفلسفة یمثل المحور المرکزی فی العملیة البیداغوجیة بل یکتفی بإعادة توزیع السلطة والمعرفة والإیثار بالتساوی على المتعلمین والمریدین للحکمة ویقتصر على مساعدة الأطفال على امتلاک الثقافة الفلسفیة والتفکیر بأنفسهم دون وصایة وهیمنة من غیرهم ویوفر لهم أجوبة مؤقتة وظرفیة عن التساؤلات المحیرة التی بذلوا جهود لطرحها ویجعلهم یسعون إلى تغییر قناعاتهم ونظرتهم بأنفسهم.

تساعد الفلسفة الأطفال على البحث والتجریب والتشکیل والإنشاء وتخلیص التجارب التی یقومون بها وتقدیم وسائل إدراکیة وتصور واضح للأشیاء وتخزین مواقف محددة فی الذاکرة یستعملونها فی إصدار أحکام مطابقة وإبداء آراء رصینة وتدعمهم فی عملیة التصحیح الذاتی للأخطاء وحیازة قدرة على الفهم.

خلاصة القول أن تعلیم الفلسفة للأطفال هو تکریس للحق العالمی فی التفلسف الذی ینبغی أن یحصل علیه کل إنسان مهما کان بلده وثقافته ودون تمییز على أساس جنسه أو لونه أو دینه أو عرقه أو لغته أو عمره.

کما یتضمن برنامج تدریس الفلسفة للأطفال فی المدرسة من حیث المبدأ ومن جهة الطموح أرضیة تربویة منفتحة وخلفیة أخلاقیة متحررة ومشروع ثوری تنویری ویعتمد على اللین والرفق والسلم والإصلاح التدریجی ویرتقی إلى تقریب المفاهیم والأفکار والتصورات إلى الأذهان وشحذ الهمم والإرادة نحو الحق. فمتى نرى الفلسفة قریبة المنال من الطفل؟ ولماذا لا یتم إدراجها فی مناهج التعلیم فی المدرسة العمومیة؟ ألا تساعد الفلسفة الطفل على احترام الاختلافات واکتساب القدرة على صناعة مستقبله بنفسه متفتح الذهن؟

------------------------------------------------------------------------------------

المنبع: انفاس نت

أهمیة تدریس الفلسفة للأطفال - د.زهیر الخویلدی

نظرات  (۰)

هیچ نظری هنوز ثبت نشده است

ارسال نظر

ارسال نظر آزاد است، اما اگر قبلا در بیان ثبت نام کرده اید می توانید ابتدا وارد شوید.
شما میتوانید از این تگهای html استفاده کنید:
<b> یا <strong>، <em> یا <i>، <u>، <strike> یا <s>، <sup>، <sub>، <blockquote>، <code>، <pre>، <hr>، <br>، <p>، <a href="" title="">، <span style="">، <div align="">
تجدید کد امنیتی