زبان قرآن

رَبِّ اغْفِرْ لی‏ وَ لِوالِدَیَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَیْتِیَ مُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنینَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ لا تَزِدِ الظَّالِمینَ إِلاَّ تَباراً... 28.نوح

زبان قرآن

رَبِّ اغْفِرْ لی‏ وَ لِوالِدَیَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَیْتِیَ مُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنینَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ لا تَزِدِ الظَّالِمینَ إِلاَّ تَباراً... 28.نوح

Welcome ****** خوش آمدید ****** مرحبا بکم @Amadeh_4670
زبان قرآن

به برگ لاله رنگ‌آمیزی عشق
بـه جان ما بـــلا‌انگیزی عشق
اگر این خاکـــدان را وا شکافی
درونش بنگری خونریزی عشق
اقبال لاهوری
رموزُ العشقِ فِی وَرَقِ الشَقَائِــقِ
وَ غمُّ العِشقِ فِی رُوحِ الخَلاَئِــقِ
وَ إِن تَصدَع طِبَاقَ الأَرضِ تَبصِر
نَصیبَ العشقِ مِن دَمِ کلِّ عَاشِقِ»
عزّام
___________
مدیریت وبلاگ: علی رضا آماده
ارتباط با ما: amadeh70@gmail.com

تعود الباحثون و الدارسون للتراث العربی على النظر إلى الأدب من زاویة سیاسیة ، فحقبوه مجموعة من الحقب و الأزمنة الأدبیة ، وکان مرتکزهم فی هذا التقسیم التحولات السیاسیة التی اعترت بنیة المجتمع العربی القدیم .فقد عاش ابن عبد ربه فی فترة تمیزت بانقسام الغرب الإسلامی وقتئذ إلى ثلاث مجموعات هی : الأندلس و إفریقیة و المغرب . ففی الأندلس أسس الأمویون الفارون من دمشق إمارة قرطبة منذ سنة 138 هـ ، أما إفریقیة فقد کان یحکمها الأغالبة ، ثم الفاطمیون ، بینما کان المغرب بید الأدارسة .

التعریف بابن عبد ربه :

هو أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبیب بن حبیب بن حدیر بن سالم، مولى هشام بن عبد الرحمن بن معاویة بن هشام بن عبد الملک بن مروان ، أبو عمر. من أهل العلم والأدب و الشعر ، وکان لأبی عمر بالعلم جلالة ، وبالأدب ریاسة وشهرة ، مع دیانته وصیانته ، واتفقت له أیام وولایات للعلم فیها نفاق ، فساد بعد خمول ، وأثرى بعد فقر ، و أشیر بالتفضیل إلیه ، إلا أنه غلب الشعر علیه[1] .

وقد زاوج ابن عبد ربه أثناء التحصیل العلمی بین الثقافتین الدینیة و الأدبیة ، فانعکس ذلک على تألیفه لکتاب العقد ، حیث نجد الثقافة الدینیة حاضرة فیه بقوة ، إلى جانبها ، نجد حضور الثقافة الأدبیة کذلک ، بمعیة أخبار الغناء و الموسیقى. لکن على الرغم من ذلک، فإن ذلک فإن المصنف تعمق فی التحصیل و الدرس ، حتى عد من فقهاء الأندلس . ویذهب الدارسون إلى أن من أسباب اعتناء ابن عبد ربه بأدب المشارقة ، ما تلقاه عن شیوخه فی الأندلس مثل بقی بن مخلد و محمد بن عبد السلام الخشنی و محمد بن وضاح ، وجمیعهم من رجال المعرفة العمیقة و الرحلة الواسعة فی أقطار المشرق و الشهرة الذائعة فی الأندلس وأقطار المغرب[2]  .

توفی ابن عبد ربه سنة ثمان وعشرین وثلاث مائة ، ومولده سنة ست وأربعین ومائتین.


عتبة العنوان :

إن العنوان وما یدور فی فلکه من إشارات تفتح للقارئ أفق انتظار إما للمساءلة أو لإعادة فهم منطق مؤلف ما أو غیر ذلک ، إذ یمثل العنوان إحدى أهم عتبات النص لذلک فهو یرتبط بالعمل کیفما کان ارتباطا واضحا . یقول ابن عبد ربه متحدثا عن تسمیة الکتاب : " وسمیته کتاب العقد الفرید لما فیه من مختلف جواهر الکلام ، مع دقة السلک وحسن النظام " [3].

لهذا ، فإن ابن عبد ربه کان دقیقا عند اختیاره کلمة " العقد " ، من خلال تسمیة الأبواب من حقل دلالی واحد هو الجواهر دون غیرها . وعن وصفه بالفرید یرى البعض أن " کتاب العقد اکتسب عند المؤلفین المتأخرین صفة ( الفرید ) ، فصار لا یعرف الآن إلا بهذه الصفة ، وقد راعى الطابعون ذلک فسموه ( العقد الفرید ) " [4] .


أبواب الکتاب :

حصر المصنف أبواب الکتاب فی خمس وعشرین وحدة من الجواهر جعل واسطتها أنفسها ، وأثمنها فی نظره ، وجعل عن یمینها اثنتا عشرة جوهرة ، وعن یسارها مثل ذلک . یقول مفسرا هذا الأمر : " وجزأته على خمسة وعشرین کتابا ، کل کتاب منها جزأن ، فتلک خمسون جزءا فی خمسة وعشرین کتابا [و] انفرد کل کتاب منها باسم جوهرة من جواهر العقد " [5].ثم یسرد بعدئذ عناصر العقد ، فأوله کتاب اللؤلؤة فی السلطان ، وخاتمته کتاب اللؤلؤة الثانیة فی النتف و الهدایا و الفکاهات و الملح ، أما واسطة العقد فهی کتاب الخطب .

وهکذا فإن الباعث على تسمیة المؤلف بهذا الاسم أن " أبواب الکتاب تؤلف بمجموعها عقدا متناظرا ، تتوسطه الواسطة ، وتتقابل فیه الجواهر الکریمة من الطرفین "[6] .

کما یخص کل فصل / جوهرة بمقدمة موجزة بلیغة ، فمن ذلک تمهیده لکتاب الزمردة فی المواعظ و الزهد بقوله : " ونحن نبدأ بعون الله و توقیفه ، بالقول فی الزهد ورجاله المشهورین به ، ونذکر المنتخل من کلامهم ، والمواعظ التی وعظت بها الأنبیاء ... " [7].


منهجه فی التألیف :

یتحدث ابن عبد ربه عن منهجه فی التألیف قائلا : " وقد ألفت هذا الکتاب وتخیرت جواهره من متخیر جواهر الآداب ومحصول جوامع البیان ، فکان جوهر الجوهر ولباب اللباب ، وإنما لی فیه تألیف الاختیار ، وحسن الاختصار و فرش فی صدر کل کتاب ، وما سواه فمأخوذ من أفواه العلماء ، ومأثور عن الحکماء و الأدباء . واختیار الکلام أصعب من تألیفه " [8] .

أما عن مقاییس اختیار المادة فیقول : " وقصدت من جملة الأخبار وفنون الآثار أشرفها جوهرا وأظهرها رونقا ، وألطفها معنى ، وجزلها لفظا ، وأحسنها دیباجة ، وأکثرها طلاوة وحلاوة ، آخذا بقول الله تبارک و تعالى ( الذین یستمعون القول فیتبعون أحسنه ) " [9].

ویمکن تلخیص هذه المقاییس فی مقیاسین هما :

- مقیاس أدبی : الشرف ، الرونق ...

- مقیاس خلقی / دینی : مضمون الآیة الکریمة .

أما عن طریقته فی نقل الأخبار فیحددها فی قوله : " وحذفت الأسانید من أکثر الأخبار طلبا للاستخفاف و الإیجاز ، وهربا من التثقیل و التطویل ، لأنها أخبار ممتعة وحکم ونوادر ، لا ینفها الإسناد باتصاله ، ولا یضرها ما حذف منها "[10] . إذ یکون فعل القول – غالبا – هو الممیز الذی یمیز کلام ابن عبد ربه عن غیره .

فمن نماذج ذلک قوله : " ومن قولنا فی خدمة السلطان و صحبته :

تجنب لباس الخز إن کنت عاقلا     ولا تختتم یوما بفص زبرجد "[11] .

ومن نماذج أقوال الغیر ، قوله : " قال عبد الله بن عباس : لا کبیرة مع استغفار ، ولا صغیرة مع إصرار "[12] ، وفی استشهاد آخر یقول : " قال أرسطا طالیس : عقول الرجال تحت سن أقلامهم "[13] .

ویجیب ابن عبد ربه ردا على سؤال : لماذا ألف کتاب " العقد " ؟ بقوله : " وقد نظرت فی بعض الکتب الموضوعة فوجدتها غیر متصرفة فی فنون الأخبار ، ولا جامعة لجمل الآثار ، فجعلت هذا الکتاب کافیا جامعا لأکثر المعانی التی تجری على أفواه العامة والخاصة ... وحلیت کل کتاب  منها بشواهد من الشعر ، تجانس الأخبار فی معانیها و توافقها فی مذاهبها "[14] .


وقد استثمر المصنف مناسبة ذکر دواعی التألیف ، لانتزاع التفوق من نفوس قارئی الکتاب ، فقد وصل ما انقطع من کلامه السابق بقوله : " وقرنت بها غرائب من شعری ، لیعلم الناظر فی کتابنا هذا أن لمغربنا على قاصیته ، وبلدنا على انقطاعه حظا من المنظوم و المنثور "[15] .    


وحاصل الکلام إن المنهج الذی اصطنعه ابن عبد ربه فی مقدمة کتابه ، یعد بمثابة میثاق شرف بینه وبین القارئ ، إلا أننا نلاحظ غیاب التصریح بالذین أثروا فی المصنف عند اصطناعه هذا المنهج . فأمجد الطرابلسی یرى أن طریقة ابن عبد ربه ، کما یحدثنا عنها فی مقدمة کتابه ، هی طریقة ابن قتیبة ذاتها ، من حیث جمع الأخبار ثم تصنیفها فی أبواب بحسب معانیها العامة[16] .


مصادره :


یشیر ابن بسام الشنترینی فی ذخیرته إلى رواج بضاعة الشرق فی الأندلس ، لذا لا نستغرب الاعتماد علیها أثناء وضع التصانیف، فابن عبد ربه وإن کان قلیل الاشارة إلى المؤلفات التی نقل عنها[17] ، نجد بعض مؤلفات ابن قتیبة و الجاحظ و ابن المقفع ترد فی کتاب "العقد" مصرحا بها ، فمن ذلک قوله : " وفی کتاب للهند ( یرید بکتاب الهند کلیلة و دمنة ) أن رجلا دخل على بعض ملوکهم ، فقال : أیها الملک ، إن نصیحتک واجبة فی الصغیر الحقیر ، و الکبیر الخطیر "[18] .

ومن مصادره الأخرى ، ما یرویه لنا القلقشندی فی موسوعته "صبح الأعشى فی صناعة الإنشا " إذ یقول : " ولأبی عبیدة مصنف مفرد فی أیام العرب ، وقد أورد منها ابن عبد ربه فی کتاب العقد جملة مستکثرة "[19] . 

وعلى سبیل الختم ، فالمصادر الهامة التی استقى منها ابن عبد ربه مواد کتابه هی[20] :

*  کتاب " عیون الأخبار " لابن قتیبة .

*  کتاب " البیان و التبیین " للجاحظ .

*  کتب المبرد ، مثل : " الروضة " و " الکامل " .

*  کتب ابن المقفع و دواوین الشعراء وهلم جرا .


على سبیل الختم :

وفی نهایة المطاف ، إن اعتبار کتاب " العقد الفرید " صورة مطابقة لکتب المشارقة ، له ما یبرره ، ونستحضر فی هذا المقام ثقافة شیوخ ابن عبد ربه ، إلا أن الکتاب یمتاز بدقة التبویب و التصنیف و الاختیار ، على الرغم من الانتقادات الموجهة إلیه .

کما حاول ابن عبد ربه أن یتدارک خلو الکتاب من الأدب الأندلسی فوشحه بأشعاره ، ویمکن اعتبار هذا الأمر محاولة من الکاتب لإثبات التفوق الشعری الأندلسی ، علاوة على الانخراط فی التواصل الأدبی بین المشرق و المغرب .


[1] جذوة المقتبس فی تاریخ علماء الأندلس للحمیدی ، حققه و علق علیه : بشار عواد معروف و محمد بشار عواد  ، دار الغرب الإسلامی ، تونس ، ط : 1 ، 1429هـ/م2008 ، ص : 151 و 152 .

[2]  الشاعر الأندلسی أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه ، عبد القادر زمامة ، ضمن مجلة المناهل ، العدد : 5 ، ص : 259 .

 المناهل / ص: 259 .

[3] العقد الفرید ، شرحه وضبطه وصححه : أحمد امین ومن معه ، دار الکتاب العربی ، 1983 ،  1 / 4 .

[4] الشاعر الأندلسی ، ص : 269 .

[5] العقد الفرید ، 1 / 4 .

[6] نظرة تاریخیة فی حرکة التألیف عند العرب فی اللغة و الأدب ، د أمجد الطرابلسی ، ط : 5 ، 1986 ، ص : 165 .

[7] العقد الفرید ، 3 / 140 .

[8] نفسه ، 1/ 2 .

[9] نفسه ، 1/ 3  ، والآیة من سورة الزمر ، رقم : 18 .

 نفسه ، 1 / 3 و 4 . [10]

[11]  نفسه ، 3 / 201 .

[12]  نفسه ، 3 / 222 .

[13]  نفسه ، 3 / 222 .

[14]  نفسه ، 1 / 4 .

[15]  نفسه ، 1 / 4 .

[16]  نظرة تاریخیة فی حرکة التألیف عند العرب ، ص : 162 .

[17]  العقد الفرید لابن عبد ربه ،  عبد الستار فراج ، ضمن مجلة العربی ، العدد : 142 ، 1970م ، ص : 99 .

[18]  العقد الفرید ، 1 / 10 .

[19]  صبح الاعشى فی صناعة الإنشا ، القلقشندی ، وزارة الثقافة و الإرشاد القومی ، مصر ، 1 / 393 .

[20]  تأثر ابن رشیق فی کتاب " العمدة" بابن عبد ربه فی کتاب " العقد " ، ص : 476 .

نظرات  (۰)

هیچ نظری هنوز ثبت نشده است

ارسال نظر

ارسال نظر آزاد است، اما اگر قبلا در بیان ثبت نام کرده اید می توانید ابتدا وارد شوید.
شما میتوانید از این تگهای html استفاده کنید:
<b> یا <strong>، <em> یا <i>، <u>، <strike> یا <s>، <sup>، <sub>، <blockquote>، <code>، <pre>، <hr>، <br>، <p>، <a href="" title="">، <span style="">، <div align="">
تجدید کد امنیتی