حظی الأدب الأندلسی باهتمام الباحثین والدراسین المتخصصین بالکشف عن خبایاه الثمینة، ونشر صحائفه، والتعریف بشخصیاته المشهورة أو المغمورة وکشف ملامح الشخصیة الأندلسیة المتمیزة وبیان حقیقة علاقته بأدب المشرق وتراثه، عبر استکناه نصوصه، وتتبع ظواهره الأدبیة فی المجالات الفنیة کافة، وذلک أن الحضارة الأندلسیة من بین التجارب الحضاریة الأنسانیة المتمیزة، وقد زخر الأدب الأندلسی بالعطاء الانسانی والابداع الفنی ، وتنامی شعور الاعتزاز بالشخصیة الاندلسیة، وشغفها بالحیاة الممتزجة بالفن ، وعلى الرغم من التقلبات السیاسیة والأضطرابات الاجتماعیة وتعاقب انظمة الحکم فیها الاَ أن الاندلسیین طوروا فنونهم الادبیة وجددوا فی مضامینها، وهذا ما سیبنه هذا الکتاب الذی تعرفنا فیه على الأندلس من الناحیة الجغرافیة، والتاریخیة وأثر البیئة الطبیعة على سکانها ونضجهم الفکری والحضاری وبین الأدب الأندلسی عبر عصوره المتنوعة، ذلک أن الأندلس وعلى مدى ثمانیة قرون، کانت مهداً للحضارة العربیة الاسلامیة، وبیئة خصبة للأدب العربی وفنونه المتنوعة، حتى غدت منارة علمیة وثقافیة وأدبیة ، وانبرى فیها الأدباء من الکُتّاب والشعراء ینظمون فی شتى الموضوعات، فأبداع الشعراء فی تناول الأغراض التقلیدیة کالغزل والمجون ، والزهد والتصوف والهجاء والرثاء، وقد طوروا موضوع الرثاء فاوجدوا ( رثاء المدن والممالک الزائلة ) ونظموا وتوسعوا فی وصف البیئة الاندلسیة وطبیعتها الساحرة واستحدثوا فن الموشحات والزجل ، فقد مرً الأدب الأندلس باطوار ثلاثة اذ کان منذ الفتح وحتى القرن الخامس الهجری یمثل محاکاة لأدب المشرق ، بید أن التقلید او المحاکاة لم یکن عجزآ عن الابتکار ، وانما لشعور الانتماء الى الأصل والاعجاب به ، وفی القرن الخامس الهجری مزج الادباء بین الأصالة والتجدید ، واما فی القرن السادس الهجری وما تلاه فقد دأب الأدباء على تصویر بیئتهم وجسدوا العوامل الاندلسیة الذاتیة الشاخصة فی اسالیبهم ومعانیهم واخیلتهم ، وقد حاول بیان سمات کل عصر من عصور الأدب الاندلسی وخصائصه الفنیة ، مع أبرز الادباء شعراً ونثراً ، وتحلیل نتاجهم الفنی ، ورصد جوانب الابداع فیه ، بالاعتماد على المصادر الأصیلة والمراجع المتعارف علیها فی تاریخ الادب الأندلسی وفنونه الأدبیة المتنوعة .
قسم الکتاب الى تسعة فصول :-
الاول : الشعر الاندلسی فی عصر الامارة .
الثانی : الشعر الاندلسی فی عصر الخلافة .
الثالث : الشعر فی عصری الطوائف والمرابطین .
الرابع : الشعر فی عصر الموحدین .
الخامس : الشعر فی عصر بنی الاحمر .
السادس : الاتجاهات الحدیثة فی الأدب الاندلسی .
السابع : الشعر الأندلسی وموضوعاته المتطورة .
الثامن : النثر الأندلسی .
التاسع : الأدب الأندلسی وأثره فی الآداب الأوربیة .
الأدب الأندلسی
محاضرة فی قضایاه وفنونه
د. جنان قحطان فرحان
بغداد / دار الفراهیدی للنشر والتوزیع / 2015
224 صفحة ؛حجم کبیر
http://www.iraqnla-iq.com