کیف ماتت الأقوام البائدة بالصیحة " البیان العلمی لصدق و إعجاز القرآن فى وصفها ".

---

اقوام منقرض شده چگونه توسط" الصیحة" مرده اند؟ (گفتار علمی در تایید مساله و اعجاز قرآن در توصیف آن)

---

                                                        " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ "
{وَأَخَذَ الَّذِینَ ظَلَمُواْ الصَّیْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِی دِیَارِهِمْ جَاثِمِینَ }هود67
{فَکُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَیْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّیْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا کَانَ اللَّهُ لِیَظْلِمَهُمْ وَلَکِن کَانُوا أَنفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ }العنکبوت40

صورة لمساکن ثمود قوم صالح فی الجبال

تصویری از خانه های ثمود، قوم صالح در کوهها

الإعجاز العلمی فی الصوت " طرح جدید "

ذکر القرآن کلمة الصَّیْحَةُ فی عدد کبیر من الآیات فی القرآن الکریم عندما تکلم عن فناء قوم " مدین وثمود وقوم لوط " معبراً عنها بالصوت الشدید.

فیتراود لذهن المتأمل مباشرة السؤال التالی : کیف یمکن للصوت أن یغدو وسیلة لموت مجموعة أو قوم من الناس؟ وکیف یمکن للناس أن تموت وهی فی دارها من دون أن یصاب الدار بأی أذى؟ والسؤال الذی لم یطرحه أحد من قبل، وهو الأهم فی هذه الموضوع: لماذا تم القضاء على هذه الأقوام کلها فی وقت الصبح بفعل الصیحة ولیس أی وقت آخر کما ورد فی آیات کثیرة؟ وأی صوت هذا الذی نتکلم عنه فی سِیَر الأقوام البائدة؟ ومن أین جاء؟ وأین سکنت هذه الأقوام؟ ولماذا لم تمت کل الأقوام بنفس الطریقة؟

أین سکنت الأقوام البائدة التی قضت بالصیحة؟

إن الباحث عن الطریقة التی ماتت فیها الأقوام البائدة " مدین وثمود " یجد أنهم کانوا یتخذون الجبال مساکناً لهم. لقد ذکر الله تعالى فی سورة هود أنّ مدین قوم شعیب الذین کانوا یسکنون الجبال، جاءوا بعد قوم لوط وقوم ثمود(صالح) ویشیر القرآن إلى ذلک فی قوله تعالى : " وَیَا قَوْمِ لا یَجْرِمَنَّکُمْ شِقَاقِی أَنْ یُصِیبَکُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْکُمْ بِبَعِیدٍ ) [سورة هود: 89]. وقوم مدین من العرب سکنوا فی مدینة البدع التی تقع فی الشمال الغربی من المملکة العربیة السعودیة فی وادی عفال 225 کلم غرباً عن مدینة تبوک وتبتعد عن البحــر (خلیج العقبة) ثمانیة وعشرین کلم شرقاً وعن البحر الأحمر أربعین کلم شمالاً.

یقول المؤرخ الاغریقی إیو سیبوس (أنّ مدین بن إبراهیم کان أول من سکنها فسمیت باسمه. وشعیب، نبیهم هو ابن میکیل بن یشجن. ویقال أن جدته أو أمه هی بنت لوط) . وکان قوم مدین من أسوأ الناس معاملة، یبخسون المکیال والمیزان ، ویطففون فیها، ویأخذون بالزائد ویدفعون بالناقص فبعث الله فیهم رجلاً منهم وهو رسول الله شعیب علیه السلام، فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شریک له ، ونهاهم عن تعاطی هذه الأفاعیل القبیحة من بخس الناس أشیاءهم وإخافتهم لهم فی سبلهم وطرقاتهم ، فآمن به بعضهم وکفر أکثرهم ، حتى أحل الله بهم البأس الشدید. وأخذتهم الصیحة وذلک فی قوله تعالى: (وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّیْنَا شُعَیْبًا وَالَّذِینَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِینَ ظَلَمُواْ الصَّیْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِی دِیَارِهِمْ جَاثِمِینَ * کَأَن لَّمْ یَغْنَوْاْ فِیهَا أَلاَ بُعْدًا لِّمَدْیَنَ کَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ) [هود:94- 95].

وقال تعالى: ( وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِینَ کَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَیْباً إِنَّکُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِی دَارِهِمْ جَاثِمِینَ * الَّذِینَ کَذَّبُواْ شُعَیْباً کَأَن لَّمْ یَغْنَوْاْ فِیهَا الَّذِینَ کَذَّبُواْ شُعَیْباً کَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِینَ) [الأعراف:90 - 92].

إنّ الصیحة التی ذکرها القرآن الکریم، هی فعلاَ صوت شدید، والمتتبع للظواهر الطبیعیة على الکرة الأرضیة یرجح أنّ الصیحة هی فعلاَ صوت ولکنها، خلافا لما ذهب البعض فی تفسیرها، موجات صوتیة غیر مسموعة، أی تحت صوتیة، نتجت عن ظواهر طبیعیة کالزلزال أو الریح مثلاً. هذه الموجات الصوتیة تزداد شدة داخل الجبال، ولذلک شعر الذین یسکنون الکهوف بخوف وفزع حینما وجدوا بعض أعضائهم تتذبذب وتهتز ولم یستطیعوا أن یوقفوا هذه الرجفة التی أصابت أجسادهم إلى أن انفجرت بعض أعضائهم الداخلیة تأثراً بهذه الاهتزازات الصوتیة. فهؤلاء لم یستطیعوا سماع هذه الموجات تحت الصوتیة القادمة إلیهم، فماتوا بالرجفة التی أصابت بعض أعضاء جسدهم فشبهها القرآن الکریم بالرجفة أو الصعقة أحیانا.

إنّ تکوّن موجات تحت الصوتیة کان على الأرجح نتیجة حدوث زلازل داخلیة لم یصل إلى سطح الأرض منها، إلا الموجات تحت الصوتیة التی نشأت عنها. وتنتقل هذه الموجات تحت الصوتیة مسافات بعیدة دون أن تفقد شیئاً من قوتها، ولدیها القدرة على اختراق الحواجز، وتزداد شدتها ورنینها فی داخل الجبال، فتصبح الموجات ممیتة إذا ما استمرت لفترة طویلة.

کیف یمیت الصوت؟

لک أن تتساءل کیف یمکن أن یموت الإنسان فی دیاره دون أن تصیب داره بأی أذى کما ذکر القرآن الکریم؟ (فَأَصْبَحُوا فِی دِیَارِهِمْ جَاثِمِینَ). لم تکن الرجفة التی مات عن طریقها قوم مدین والتی تحدث عنها القرآن هی زلزالا وإنما کانت نتیجة تأثیر الرنین الناتج عن الموجات تحت الصوتیة فی أعضاء الجسم والتی تتسبب بارتجاف بعض الأعضاء الداخلیة للإنسان. والدلیل على ذلک أن هذه الرجفة لم تؤثر على المبانی وإنما فقط على الإنسان. وما یمکن أن یدلنا على ذلک هو الاستخدام الحدیث لبعض الأسلحة الفتاکة والتی تعتمد على الموجات تحت الصوتیة والتی یبلغ ترددها (7هیرتز) مع درجة شدة معینة من الدیسیبلز فإنها تولّد ذبذبة مماثلة لدرجة ذبذبة الموجات الصوتیة، نتیجة للرنین، ولهذا تصاب الأعضاء بالرجفة التی تؤدی بدورها إلى انفجار العضو الداخلی لجسم الإنسان.

نستنج من هذا العرض أنّ الموجات تحت الصوتیة قادرة على اختراق الجبال والجدران وقادرة أیضاً أن تسبب الموت للإنسان فقط ودون التأثیر على ما حوله. وهی قادرة على الانتقال إلى مسافات طویلة دون أن تخف قوتها ثمّ إنّ وجود أولئک الأقوام فی فجوات الجبال زاد الأمر سوءاً لأنّ تأثیر الموجات کان شدیداً علیهم لما تسببه هذه الأماکن من رنین وصدى لهذا الصوت الخفی.

أما أصحاب الحجر وهم ثمود، قوم صالح علیه السلام، فقد جاء ذکرهم فی القرآن الکریم فی قوله تعالى: " وَلَقَدْ کَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِینَ * وَءاتَیْنَاهُمْ ءایَاتِنَا فَکَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِینَ* وَکَانُوا یَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُیُوتًا آمِنِینَ*فَأَخَذَتْهُمْ الصَّیْحَةُ مُصْبِحِینَ " [الحجر : 80- 83].

کانوا ینحتون الجبال، لیعیشوا داخلها ظناً منهم أنها ستحمیهم ولکنها کانت وبالاً علیهم. إذ أخذهم اله. بالصیحة فأرجفهم وصعقهم ثم أماتهم وهم داخل کهوفهم. وقد حدث لثمود- أصحاب الحجر- ما حدث لمدین- قوم شعیب الذین کانوا یقطنون الجبال أیضاً، فقد جاءهم العذاب بالرجفة والصیحة التی أثرت بشدّة داخل تلک التجاویف الجبلیة.

قال تعالى: ( وأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَیْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا کَانُوا یَکْسِبُونَ ] [فصلت17]. وقال تعالى: [وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ یَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَکُم مِّنْ إِلَهٍ غَیْرُهُ قَدْ جَاءَتْکُم بَیِّنَةٌ مِّن رَّبِّکُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَکُمْ آیَةً فَذَرُوهَا تَأْکُلْ فِی أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَیَأْخُذَکُمْ عَذَابٌ أَلِیمٌ وَاذْکُرُوا إِذْ جَعَلَکُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَکُمْ فِی الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الجِبَالَ بُیُوتاً فَاذْکُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِی الأَرْضِ مُفْسِدِینَ قَالَ المَلأُ الَّذِینَ اسْتَکْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ قَالَ الَّذِینَ اسْتَکْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِی آمَنتُم بِهِ کَافِرُونَ فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا یَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن کُنتَ مِنَ المُرْسَلِینَ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِی دَارِهِمْ جَاثِمِینَ] [الأعراف 73-78]

لقد جاء تفسیر البغوی(1) لسورة الأعراف فی قصة ثمود: أنّ العذاب الذی أنزله الله على قوم صالح علیه السلام لعقرهم الناقة التالی : " أن وجوههم أصبحت فی الیوم الأول مصفرّة کأنما طلیت بالخلوق، وفی الیوم الثانی أصبحت محمرّة کأنما خضبت بالدماء فضجوا وبکوا وعرفوا آیة العذاب فلما أمسوا صاحوا‏:‏ ألا قد مضى یومان؟ وفی الیوم الثالث أصبحت مسودّة کأنما طلیت بالقار، ثمّ تکفّنوا وتحنّطوا وألقوا أنفسهم إلى الأرض فجعلوا یقلبّون أبصارهم إلى السماء والأرض لا یدرون من أین یأتیهم العذاب فلمّا أصبحوا فی الیوم الرابع أتتهم صیحة من السماء فیها صوت کصوت الصاعقة فتقطّعت قلوبهم فی صدورهم وقال تعالى یصوّر حالهم :‏{‏ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فأصبحوا فی دیارهم جاثمین‏}‏. [الأعراف :78* . وما ینبغی الإشارة إلیه أنه رغم ضعف سند الحدیث إلا أنه یمثل إلى درجة کبیرة حال الناس الذین تعرضوا إلى سلاح الصوت.

صورة منطقة الحجر التی عاش فیها قوم ثمود شمال غرب المملکة العربیة السعودیة

سرّ التوقیت...

لنقرأ الآیات التی تتحدث عن قوم ثمود بإمعان. قال تعالى: [ وَأَخَذَ الَّذِینَ ظَلَمُوا الصَّیْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِی دِیَارِهِمْ جَاثِمِینَ ][هود : 67]. و( فَأَخَذَتْهُمْ الصَّیْحَةُ مُصْبِحِین) [الحجر: 83 ]. وقال: (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِی دَارِهِمْ جَاثِمِینَ ) [الأعراف : 78]. وقال تعالى فی قوم مدین: ( ولَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّیْنَا شُعَیْباً والَّذِینَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وأَخَذَتِ الَذِینَ ظَلَمُوا الصَّیْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِی دِیَارِهِمْ جَاثِمِینَ * کَأَن لَّمْ یَغْنَوْا فِیهَا أَلا بُـعْـداً لِّـمَـدْیَـنَ کَـمَـا بَـعِـدَتْ ثَـمُودُ ) [هود:94_95] ( وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِینَ کَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَیْباً إِنَّکُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ *فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِی دَارِهِمْ جَاثِمِینَ * الَّذِینَ کَذَّبُواْ شُعَیْبًا کَأَن لَّمْ یَغْنَوْاْ فِیهَا الَّذِینَ کَذَّبُواْ شُعَیْبًا کَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِینَ) [الأعراف:90 _ 92]. (وَإِلَى مَدْیَنَ أَخَاهُمْ شُعَیْباً فَقَالَ یَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْیَوْمَ الآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِی الأَرْضِ مُفْسِدِینَ فَکَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِی دَارِهِمْ جَاثِمِینَ ) [العنکبوت: 36_ 37].

عرّفتنا الآیات السابقة أن قوم ثمود وقوم مدین قضوا بالصیحة و لکن السؤال لماذا أماتهم الله تعالى فی وقت الصباح؟ وما التفسیر العلمی لذلک؟

عند التعرض الطویل للموجات تحت الصوتیة فإن هذه الموجات - غیر المسموعة – التی- یشعر بها الجسم فقط - تسبب حالة من الشعور بالضیق والضغط الشدید تؤدی إلى إفراز هرمون الکورتیزول (cortisol) فی الجسم. وهذا أمر معروف طبیاً. وکذلک التعرض أثناء النوم لموجات تحت صوتیة یؤدی إلى ارتجاف بعض أعضاء الجسم کالمعدة أوالقلب ویحفز الجسم على إنتاج هرمون الکورتیزول.

فما تأثیر إنتاج الکورتیزول على الجسم؟

إنّ هرمون الکورتیزول الذی یفرز عن طریق الغدد المجاورة للکلیة - یلعب دوراً مهماً ورئیسیاً فی تهیئة الجسم لمقاومة الضغوطات. فهو یرفع ضغط الدم ویرفع مستوى السکر فی الدم أیضاً، وذلک لیزود الجسم بالطاقة اللازمة لمواجهة الحالات الطارئة. إلا أنه فی حالة التعرض للضغوطات لمدة طویلة فإنّ إنتاج هرمون الکورتیزول (cortisol) یزداد مما یؤدی إلى إضعاف جهاز المناعة، والإصابة بارتفاع ضغط الدم أو تجلط الدماغ أو إضعاف عمل الغدد الصماء، وکل هذه الأعضاء أساسیة لاستمرار الحیاة. والنتیجة هی أنّ زیادة إنتاج هرمون الکورتیزول (2) یؤدی إلى الوفاة.

ولکن لماذا کان تأثیر الموجات تحت الصوتیة شدید فی الساعات الأولى من الصباح ؟

لأنه فی ذلک الوقت یکون إفراز هرمون الکورتیزول فی أعلى مستوى له. فإذا تم تحفیز إنتاج هذا الهرمون فی هذا الوقت من الصباح فإنه یؤدی إلى تخریب الإنتاج الطبیعی لهرمون الکورتیزول بأسوء طریقة ممکنة ذلک لأنّ النائم یتلقى الموجات تحت الصوتیة على أنها شیء یهدد الإنسان، فترتفع نسبة إنتاج الکورتیزول فی الجسم. إلّا أنّ هذه المادة لا یستخدمها الجسم لأنّ الإنسان نائم، فتبقى فی الجسم مسببة تخریباً فی عمل أعضاءه. وهذا هو التفسیر العلمی لموت الأقوام ثمود ومدین بالصیحة "مُصْبِحِین" .

ولکن ماهی المدة الزمنیة التی یلزم تعرّض النائم لها لتحصل الوفاة؟

إنّ الأبحاث العسکریة السریة لا زالت تقوم بتجارب فی ذلک الشأن لاستخدام الموجات تحت الصوتیة کسلاح قتل أو تعذیب . فی موضوع (3) نشر حول هذا الموضوع یوصف المتعرض للموجات تحت الصوتیة بأن لونه یصبح مخضرّاً کلون العشب الأخضر.

سلاح صوتی- نشرت عنه شرکة أمیرکان تکنولوجی عام 2002

عذاب قوم لوط بالصیحة:

قال تعالى فی سورة الحجر: (وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِینَةِ یَسْتَبْشِرُونَ* قَالَ إِنَّ هَؤُلاءِ ضَیْفِی فَلا تَفْضَحُونِ* وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ* قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَکَ عَنِ الْعَالَمِینَ * قَالَ هَؤُلاءِ بَنَاتِی إِنْ کُنْتُمْ فَاعِلِینَ* لَعَمْرُکَ إِنَّهُمْ لَفِی سَکْرَتِهِمْ یَعْمَهُونَ*فَأَخَذَتْهُمُ الصَّیْحَةُ مُشْرِقِینَ * فَجَعَلْنَا عَالِیَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَیْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّیلٍ * إِنَّ فِی ذَلِکَ لآیَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ* وَإِنَّهَا لَبِسَبِیلٍ مُقِیمٍ* إِنَّ فِی ذَلِکَ لآیَةً لِلْمُؤْمِنِینَ)

تشیر هذه الآیات إلى أنّ الصیحة التی قضت على قوم لوط کانت مترافقة مع زلزال کبیر وبرکان قوی، فکانت الحمم البرکانیة تخرج من باطن ثمّ تهبط علیها کالمطر على قوم لوط الذین کانوا یسکنون منطقة (سدیم) فی الأردن.

وتشیر الآیات السابقة إلى أنّ قوم لوط جاءتهم الصیحة "مُشْرِقِینَ" أی فی ساعات الصبح الأولى.

ویمکننا التساؤل عمّا إذا کان موت آل لوط الفعلی بالصیحة والرجفة أولاً ثم بالبراکین والزلازل لأن الله تعالى أراد أن لا یبقی لهم أثراً. ویؤکد هذا عالم الآثار الألمانی وورنر کیلر (Werner Keller) قائلاً: "غاص وادی سدیم الذی یتضمن (سدوم) و(عامورا) مع الشق العظیم، الذی یمر فی هذه المنطقة، إلى أعماق سحیقة فی یوم واحد، قال إنّ هذا الدمار حدث بفعل هزة أرضیة عنیفة صاحبتها عدة انفجارات وأضواء نتج عنها غاز طبیعی وحریق شامل تحررت معه القوى البرکانیة التی کانت هامدة فی الأعماق على طول الصدع فی ذلک الغور.

أما قوله تعالى: ( وَأَمْطَرْنَا عَلَیْهَا حِجَارَةً مِّنْ سِجِّیلٍ مَّنْضُودٍ) فیمکن أن یعنی حدوث انفجار برکانی على ضفتی بحیرة لوط ، ولهذا کانت الحجارة التی انطلقت (مِنْ سِجِّیل)، وعن ذلک یقول وورنر کیلر أیضاً فی کتابه : "تحررت القوى البرکانیة التی کانت هامدة فی الأعماق على طول الصدع من ذلک الغور، ولا تزال فوهات البراکین الخامدة تبدو ظاهرة فی الوادی العلوی من الضفة الغربیة، بینما تترسب هنا الحمم البرکانیة وتتوضع طبقات عمیقة من البازلت على مساحة واسعة من السطح الکلسی".

الهوامش:

1. الحِجر هو وادٍ بین المدینة والشام وآثاره باقیة یمرُّ علیها المسافرون.

2. هرمون الکورتیزول تقوم بإتفرازه الغدّة الأدرینالیة فی جسم الإنسان، ویسمى أیضاً هرمون الضغط لأنه ینشأ عن الضغط النفسی و یسبب ارتفاع فی ضغط الدم والسکری ویخفّض مناعة الجسم.

3. المقالة عن سلاح الصوت مأخوذة من موقع " بلوج وارد " : کیف ماتت الأقوام البائدة بالصیحة " البیان العلمی لصدق و إعجاز القرآن فى وصفها ".

المأخذ:http://forums.ozkorallah.com/f64/ozkorallah10641/