دلالة الزمن فی اسم الفاعل
قد یختلف اثنان على إعراب الاسم الذی
یلی اسم الفاعل مثل کلمة (کتاب) فی قولنا: (ناشر کتاب) ؛هل هو منصوب على أنه مفعول
به (ناشر کتابًا)؟ أم أنه مجرور على أنه مضاف إلیه (ناشر کتابٍ)؟
والحق
أن الوجهین جائزان بشرط التقید بإثبات التنوین فی الأول (ناشرٌ کتابًا) ، وحذف
التنوین من الآخر (ناشرُ کتابٍ) ، ولکن ذلک یحتاج أیضا إلى تقید بالدلالة الزمنیة
التی یراد للترکیب أن یحملها.
فـ(ناشرُ
کتابٍ) ماضٍ تم وانتهى. أما (ناشرٌ کتابًا) فهو لم یتم وإنما یدل على المستقبل ،
أی (سینشر کتابًا(.
ولذلک
طرفة من روائع طرف النحو العربی أبطالها ثلاثة ؛ الکسائی رحمه الله عالم النحو
واللغة المشهور ، والقاضی أبو یوسف یعقوب بن إبراهیم الأنصاری تلمیذ أبی حنیفة
رحمه الله وناشر مذهبه الفقهی وقاضی القضاة فی زمن الرشید ، والخلیفة هارون الرشید
رحمه الله.