تعود الباحثون و الدارسون للتراث العربی على النظر إلى الأدب من زاویة سیاسیة ، فحقبوه مجموعة من الحقب و الأزمنة الأدبیة ، وکان مرتکزهم فی هذا التقسیم التحولات السیاسیة التی اعترت بنیة المجتمع العربی القدیم .فقد عاش ابن عبد ربه فی فترة تمیزت بانقسام الغرب الإسلامی وقتئذ إلى ثلاث مجموعات هی : الأندلس و إفریقیة و المغرب . ففی الأندلس أسس الأمویون الفارون من دمشق إمارة قرطبة منذ سنة 138 هـ ، أما إفریقیة فقد کان یحکمها الأغالبة ، ثم الفاطمیون ، بینما کان المغرب بید الأدارسة .